قرحة المعدة و"الاثني عشري".... بكتيريا تأكل جدار المعدة
القرحة مصطلح طبي للجرح المفتوح. وهي على أنواع عدة منها قرحة الضغط (الناقبة أو قرحة الاضطجاع) التي تصيب أسفل الظهر أو الردفين من جراء التمدد لوقت طويل بالوضع نفسه. وثمة أيضاً قرحة الركود الوريدي التي تصيب الساق أو القدم نتيجة لتباطؤ تدفق الدم. أما أكثر أنواع القرحة شيوعاً، وهو النوع الذي يقرنه الناس عموماً بتعبير "قرحة" فيتمثل بالقرحة الهضمية، وتتكون القرحة الهضمية في البطانة الداخلية للمعدة أو المعى الدقيق. واستناداً إلى الإحصاءات فإن 5إلى 10بالمئة من الاشخاص يصابون بالقرحة في مرحلة معينة من حياتهم.
وثمة نوعان من القروح الهضمية فالقرحة الهضمية التي تحدث في المعدة تسمى قرحة معدية، أما إن تكونت القرحة في المعي الدقيق فتأخذ اسم الجزء المعوي الذي تكونت فيه. وأبرز قروح المعي الدقيق هي القرحة الاثني عشرية التي تتكون في الاثني عشري، وهو أول أجزاء المعى الدقيق. وفي حال عدم تلقي العلاج، من شأن القروح الهضمية أن تسبب نزفاً داخلياً وقد تكون فجوة في بطانة المعدة أو المعى الدقيق، مما يعرض المصاب لألتهاب خطير في التجويف البطني (التهاب الصفاق) كما تسبب القروح أحياناً نسيجاً ندبياً بمقدوره أن يمنع مرور الطعام عبر القناة الهضمية مما يسبب نقصان الوزن.
وتسبب القروح الهضمية عوارض عدة أبرزها ألم ناخر في أعلى البطن بين السرة وعظم الصدر وقد يدوم هذا الألم الناجم عن مرور حمض المعدة على القرحة لدقائق معدودة أو يتواصل لساعات، وغالباً ما يسوء الألم حين تكون المعدة فارغة، بالتالي فهو يتفاقم ليلاً، وبما أن الطعام يعدل الحمض، فإن الأكل بانتظام غالباً ما يزيل الألم مؤقتاً، ونظراً لإكثار بعض الناس من الأكل فإن وزنهم يزداد نتيجة لذلك. وتشتمل علامات الحالة وعوارضها الأخرى على تقيؤ الدم الذي يخرج أحمر فاتحاً أو أسود، وخروج دم ممزوج بالبراز الذي يبدو داكن اللون وشبيهاً بالقطران ومن شأن القروح أيضاً أن تسبب ألماً في وسط الظهر ونقصاناً في الوزن.
في عام 1983، تم إحراز تقدم جديد في فهم القروح الهضمية وعلاجها، إذ وجد باحثان استراليان أحياء بكتيرية شبيهة باللولب في عينات مختزعة من أشخاص يعانون من القرحة ومن التهاب متواصل في المعدة.
وتعيش هذه البكتيريا المسماة هليوباكتر بايلوراي وتتكاثر داخل الطبقة المخاطية التي تغطي وتحمي أنسجة بطانة المعدة والمعي الدقيق. وفي أغلب الأحيان، لا تسبب هذه الأحياء مشاكل تذكر، إلا أنها في بعض الحالات تأكل الأنسجة الهضمية مسببة قرحة وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي شخص واحد من بين كل ستة مصابين بهذه البكتيريا يصابون لاحقاً بالقرحة، ويتمثل أحد الأسباب في كون هؤلاء الأشخاص قد أتلفوا بطانة المعدة أو المعى الدقيق، مما سهل للبكتيريا اكتساح الأنسجة التالفة (تعتبر مسؤولة عن 50بالمئة أو أكثر من القروح الهضمية) ويرتفع احتمال إيواء الجسد لهذه البكتيريا مع التقدم في السن، وتقدر نسبة الإصابة بها بواحد بالمئة مع كل سنة من العمر، مما يعني بأن 20بالمئة يلتقطون العدوى في العشرينيات من عمرهم وأن 60بالمئة يصابون بها في الستينيات، حسب الاحصاءات الغربية وبالرغم من عدم وضوح كيفية انتشارها، لكن يبدو بأن انتقالها من شخص إلى آخر يتم بالاحتكاك المباشر. كما يعتقد بأن سواء الممارسات الغذائية والصحية تشكل ظروفاً لانتقال البكتيريا. وبما أن العلماء قد وجدوا بكتيريا H. pylori في الماء، فقد رجحوا أن يتم الانتقال أيضاً عبر مياه الشرب الملوثة وتشتمل عوامل الخطر على:
@ الولادة في بلد نام.
@ انخفاض مستوى الحياة الاجتماعي والاقتصادي.
@ العيش ضمن عائلة كبيرة أو في ظروف مزدحمة.
@ وجود طفل في المنزل.
@ التعرض لقيء شخص مصاب.
ويبدو أن معدل الإصابات الجديدة ببكتيريا هليوباكتر بايلوراي H. pylori ينخفض بسبب تحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية والانتشار الواسع لاستعمال المضادات الحيوية لدى الأطفال. فعلاج بعض الحالات، مثل التهاب الاذن وغيرها من أمراض الأطفال الشائعة بالمضادات الحيوية قد أدى دوراً مزدوجاً عبر منع الإصابة ببكتيريا هليوباكتر بايلوراي أو علاجها باكراً في مرحلة الطفولة.
ومن الأسباب الأخرى للقروح الهضمية :
الاستعمال المنتظم لمسكنات الألم:
من شأن العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروبيد أن تؤدي إلى التهاب بطانة المعدة والمعى الدقيق، وتتوافر هذه الأدوية بالنوعين الموصوف وغير الموصوف. وتشتمل الأنواع غير الموصوفة على الأسبيرين(Bayer.Bufferin)، إبوبروفين (Advil. Motrin. Nuprin)، نابروكسين(Aleve) وكيتوبروفين (Orudis). وتجنباً لأي انزعاج هضمي، يستحسن تناول العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروبيد بعد الوجبات. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 20بالمئة ممن يتعاطون العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروبيد بانتظام يصابون لاحقاً بالقروح. ذلك أن هذه العقاقير تحفز إفراز أنزيم (cyclooxygenase) الذي ينتج حمضاً دهنياً هو البروستاغلندين. وتساعد هذه المواد الشبيهة بالهرمونات على حماية بطانة المعدة من الجروح الكيميائية والفيزيائية ومن دون هذه الحماية تتآكل بطانة المعدة بفعل الحمض مما يؤدي إلى حدوث نزف وظهور القروح.
التدخين:
يزيد النيكوتين الموجود في التبغ حجم حمض المعدة ونسبة تركزه، مما يضاعف خطر القروح، وقد يبطئ التدخين شفاء القرحة أثناء العلاج.
الكحول:
قد تعرض الكحول بطانة المعدة والأمعاء للتهيج والتآكل مما يؤدي إلى التهابها ونزفها.
المصدر : موقع الحياة لك
http://www.life4-u.com