العرب أكثر شعوب الأرض إصابة بالسكري
دق العالم ناقوس الخطر في احتفاله باليوم العالمي لمرض السكري يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، حينما أعلن الاتحاد العالمي لمرض السكري أن ثالث أخطر داء في العالم بعد أمراض الأوعية المخية والسرطان هو السكري.
وعاش العالم كذلك لحظات تأمل مشوبة بالقلق حينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إنساناً واحداً يموت كل عشر ثوان جراء هذا المرض، وأن عدد المصابين به بلغ 250 مليوناً ومن المنتظر ازديادهم في أقل من 18 عاماً إلى 380 مليوناً. وفي العالم العربي الذي يعد من أكثر مناطق العالم تأثراً بهذا المرض، لم تأخذ القضية (كما يرى كثير من خبراء الصحة) ما تستحقه من اهتمام رغم عظم "المأساة".
ـ حجم المشكلة :
فوفقا للاتحاد العالمي لمرض السكري فإن ست دول عربية تأتي في قائمة البلدان العشرة الأكثر إصابة بهذا الداء على مستوى العالم في المرحلة العمرية بين 20 و79 عاماً.
ويتوقع الاتحاد أن تستمر الدول العربية في تلك القائمة مع تزايد نسب الإصابة بين سكانها على مدى الثمانية عشر عاما القادمة. فبعد النرويج التي يعاني أكثر من ثلث سكانها السكري، تأتي الإمارات بنسبة تزيد عن ربع عدد السكان، تليها السعودية بنسبة 16.7% والبحرين 15.2% والكويت 14.4%، فسلطنة عمان 13.1% ثم مصر بنسبة 11%.
وهناك دول أخرى ترتفع فيها معدلات الإصابة لكن بياناتها غير محدثة مما جعلها مستثناة من جداول الاتحاد الفدرالي العالمي لمرض السكري مثل قطر، حيث يقول استشاري السكري والغدد الصماء بمستشفى حمد الدكتور أمين جيوسي إن نسبة الإصابة بين سكانها سواءً كانوا مقيمين أو مواطنين تبلغ حوالي 26%.
هذه النسب الكبيرة تعني في حال ترجمتها إلى خسائر بشرية آلاف المتوفين سنوياً وملايين الأشخاص الذين ضعفت قدرتهم على العمل. ففي دولة مثل مصر التي تحتل المركز العاشر عالمياً في أعداد المصابين بهذا الداء، بلغ من يتلقون علاج السكري وفقاً للاتحاد الفدرالي العالمي للسكري 4.4 ملايين مريض.
أما عن الترجمة الاقتصادية عربياً لهذا المرض فيلخصها رئيس مؤسسة خبراء وحماية الصحة العالمية والبيئة الدكتور دوميط كامل في ضياع أكثر من نصف مليار دولار كل عام دواءً وعلاجاً لهذا المرض كان من المفترض أن تستثمر في مشاريع تنموية.
ـ أسباب الإصابة:
لا تختلف أسباب الإصابة بالسكري عربياً عن ما هي عليه في بقية دول العالم، والتي يُرجعها خبراء الصحة إلى تغير نمط الحياة وميله أكثر في السنوات الأخيرة إلى قلة الحركة والابتعاد عن الطبيعة، فضلاً عن التغذية غير المتوازنة والتوتر العصبي والضغط النفسي.
غير أنه، إضافة إلى كل ما سبق، فإن لدى الدكتور دوميط أسباب أخرى شدد على أنها مسؤولة عربياً عن ارتفاع نسب الإصابة على رأسها التلوث البيئي كما هو حاصل حالياً في المياه والتربة والهواء، الأمر الذي أضعف مناعة الإنسان العربي وجعله عرضة للإصابة بسهولة بكثير من الأمراض وفي مقدمتها السكري.
المصدر : موقع حكيم
http://www.hakeem-sy.com